الجمعة، 27 فبراير 2015

الخطاب النقدي وقراءة التراث: نحو قراءة تكاملية


دار النشر: عالم الكتب الحديث
الطبعة: الأولى
مكان النشر: إربد ـ الأردن
سنة النشر: 2007
عدد الصفحات: 240 صفحة

كُتبت دراساتٌ كثيرة في مناهج النقد الأدبي المعاصر، وفي تطبيقات العرب لأفكارها على النص. وعُقدت مؤتمرات في النقد ومصطلحاته، وكانت دائمًـا تخرج بتوصيات منطقية، لكنها، وإن كانت تبصّرنا بواقع ثقافتنا، وتخطط للمستقبل تأسيسًـا على ذلك، لم تكن تلك التوصيات قادرة على إيقاف إشكالياتنا الثقافية، وربما كانت هذه الأمور من جملة ما دفع الدكتور عبد العزيز حمودة إلى نفي إمكانية الخروج من تلك الإشكاليات، بقوله: "إن المناخ الثقافي في نهاية القرن يؤكّد أنه لا يوجد حتى الآن أي بصيص نور في النفق المظلم". ويأتي هذا الكتاب لتأكيد أن ثقافتنا المعاصرة، وإن كانت تعيش إشكاليات متعددة، فإنها لم تدخل هذا النفق المظلم كي تبحث عن بصيص النور، وأن الخروج من الإشكالية لا يقتضي ارتداد العقل العربي إلى الإحياء، ولا إلى التبعية المطلقة للنقد الغربي، إنه يقتضي قراءة تكاملية.
تتكون الدراسة من مقدمة، وخمسة فصول هي:
الفصل الأول: خطاب الأسطورة: قراءة في الفكر العربي المعاصر: يحاول هذا الفصل أن يرصد تفسير صورة المرأة أسطوريًّـا في الدراسات العربية المعاصـرة، ويعرض أهم القضايا التي أثيرت حولها، ويناقش الخطوط العامة لإشكاليـة المنهج. وقد تتبع الفصل، من أجل ذلك، الأصول ـ التي وضعت حجر الأساس ـ والتفت إلى ما أثارته دراستاهما من قضايا، كانت بمجملها تدور حول المنهج. وفيما يتعلق بالبناء على البناء، فقد أفادت الدراسات التي بُنيت على الدراستين السابقتين من الانتقادات الموجهة إلى المنهج، محاولةً تطويره، لكنها تعاملت مع المعطيات الأساسية في تفسير صورة المرأة في الشعر الجاهلي بوصفها الثوابت الأساسية، ودعَّمتها بالتحليل النصي. وهو ما عده الباحث دفعاً بإشكالية المنهج نحو التعقيد.
الفصل الثاني: خطاب البنية: قراءة في فكر المستشرق أندراس حاموري: يلقي هذا الفصل الضوء على كتاب "عن فن الأدب العربي في العصر الوسيط" للمستشرق الأمريكي أندراوس حاموري، بهدف تحديد منهجه النقدي في تناول شعرنا القديم. وقد ركز الفصل على محورين مهمين من محاور كتاب حاموري، وهما: في الأساليب والتحولات الأسلوبية، والتقنية. وقد تضمنتْ هذين المحورين القضايا الآتية: الموثوقية، التقاليد الفنية، بنية القصيدة، الطلل، الناقة، البطولة، حمار الوحش، العاذلة، الخمر، الحب العذري، والغنائية والقصصية.
الفصل الثالث: خطاب التكامل: قراءة في فكر عبد القادر الرباعي: يركز هذا الفصل على كتاب "الطير في الشعر الجاهلي" للدكتور عبد القادر الرباعي، وذلك للكشف عن منهجه النقدي في دراسة شعرنا القديم. لقد أثار منهجه تساؤلات مهمة عند بعض الدارسين، وكانت آراء هؤلاء نابعة عن غياب طبيعة المنهج الذي يطبقه الرباعي، عنهم، وهو المنهج التكاملي. إضافة إلى ذلك، فإن سمات هذا المنهج ما زالت تعتريها الضبابية في دراساتنا.
الفصل الرابع: خطاب المصطلح: قراءة في الفكر العربي المعاصر: يسعى هذا الفصلُ إلى الكشف عن إشكالية المصطلح في الخطاب النقدي وعلاقتها بالمناهج النقدية المعاصرة التي وفدت أصولها إلينا من الغرب، وذلك من خلال ثلاثة محاور هي: مناهج دراسة المصطلح (التاريخي، والوصفي، والوصفي ـ التاريخي)، وقنوات تأسيس المصطلح (الإنشاء أو الوضـع، والاستعـارة أو النقل)، وأثر المناهج النقديـة في تأسيس تلك الإشكالية. ويحاول الفصل أن يرصد القصور الذي اعتور مناهج دراسة المصطلح، وقنوات تأسيسه، اعتماداً على المبادئ والأسس التي خرجت بها ندوة توحيد منهجيات وضع المصطلحات العلمية الجديدة في الرباط عام 1981؛ وذلك من أجل إبراز الحاجة إلى الحد من تأزم إشكالية المصطلح. ويعرض هذا الفصل جهود بعض الباحثين العرب في دراسة واقع المصطلح النقدي، ومحاولات هؤلاء للخروج بمقترحات وتوصيات بناءة، ما زالت تنتظر التنسيق الفعال، والعمل المثمر. ومن خلال دراسة العلاقة بين إشكالية المصطلح والمناهج النقدية المعاصرة، يحاول الفصل أن يفسر خلل الخطاب في تأسيس نظرية نقدية عربية، يمكن أن تساعد على حل الإشكاليات التي ولدتها الحداثة. وذلك بهدف المساعدة على اتخاذ موقف أكثر منطقية تجاه المصطلح.
الفصل الخامس: خطاب المعنى: قراءة في الفكر العربي التراثي: يتتبّع هذا الفصل رؤى النقاد والبلاغيين العرب لغموض المعنى في لغة الشعر، وذلك ضمن المحاور الرئيسة الآتية: اللغة ومهمة ناقد الشعر: قدامة/ الجرجاني. الناقد وتجربة الحداثة عند الشاعر: الآمدي. خصوصية لغة الشعر: الصابئ. الشاعر الناقد وعمود الشعر: أبو تمام/ المرزوقي. الهدف المحوري للبلاغة والفصاحة: ابن سنان الخفاجي. نمطان من الغموض في المعنى: عبد القاهر الجرجاني. حاجة النص إلى غموض المعنى: ابن أبي الحديد. وغموض المعنى وكيفية التخلص منه: حازم القرطاجني.
هذا الكتاب، بدعوته إلى ممارسة القراءة التكاملية للتراث، يحث المثقف العربي على التواصل مع تراثه، والتواصل مع الغرب في الوقت نفسه، تواصلاً واعيًـا.