الجمعة، 27 فبراير 2015

قراءة الآخر: القصيدة العربية والنظريات الأجنبية


دار النشر: عالم الكتب الحديث
الطبعة: الثانية
مكان النشر: إربد ـ الأردن
سنة النشر: 2008
عدد الصفحات: 228 صفحة

للفظ "النظرية" وقع خاص في ذهن المتلقي، وله جاذبيـة غريبة، وقدرة فذة على الإغواء. ويأتي هذا الكتاب لتأكيد أن تغييب التفكير النقدي العربي، والبحث عن النظرية الغربية يعود إلى فقداننا الثقـة بما نمتلك، والانسياق في تيار الغوايـة الغربـي؛ كي نؤسس عليه خطابنا الحداثي. وفي هذا السياق، سأقتبس في مقدمتي للكتاب بعض إجابات النقاد العرب عن أسئلة محددة، وذلك في محاورات أجريت معهم؛ لأن هذه الإجابات، في اعتقادي، قد وضعت اليد على الجرح، كما يُقال. إن هذا الكتاب ليس ضد قراءة الآخر، بل يحث عليها، ولكنه ضد تهميش ما نمتلك، وضد استقبال ما يُنتج الآخر استقبالاً يجعلنا، في كل مرة، نبدأ من نقطة الصفر حيث نؤسس على ذلك الإنتاج خطابنا. وهكذا، تألفت الدراسة من المفاصل الآتية: مقدمة، وخمسة فصول هي:
الفصل الأول: النظم الشفوي: قراءة في فكر المستشرق جيمس مونرو
في كتابات بعض الدارسين العرب جذور للنظرية الشفوية سبقت دراسة مونرو، استُغل فيها المخزون التراثي، وفي الوقت نفسه، أفادت من الدراسات الأجنبية قبل أن تنشر دراستة. هذه الجذور ما زالت غامضة في الدراسات المعاصرة، وبحاجة إلى البحث. ونظرًا إلى هذه الأهمية التي تنطـوي عليها نظرية مونـرو، سيحاول هذا الفصل أن يتتبع جذور النظرية في الدراسات الأجنبية، وجذورها في الدراسات العربية، ثم يعرض الملامح العامة لتطبيق مونرو على الشعر الجاهلي، ويناقش الأدلة الخارجية من خلال قضيتين شائكتين ومتداخلتين، شكلتا مرتكزًا للتطبيق هما: أولية الشعر العربي، وصلة الشعر العربي بالغناء، ويناقش أيضًـا الأدلة الداخلية. ويعرض الفصل، أخيراً، تأثيرات تطبيق مونرو في الدراسات العربية، ومواقف الدارسين العرب من تطبيقها على الشعر الجاهلي بهدف الكشف عن خطورة تطبيقها على شعرنا، وتأكيد خصوصية الشعر العربي التي تميزه من شعر غيره من الأمم.
الفصل الثاني: الخيال لكوليردج: قراءة في الفكر العربي والاستشراقي
تتجه التفاصيل الأساسية، بعد عرض نظرية الخيال لكوليردج، إلى تسليط الضوء على دراسة معظم المستشرقين للبنية في إطار التوهّم Fancy الذي رأوه متفقاً وعقلية الشاعر الجاهلي البدائية التي تقوم على فقر الخيال، وضحالة العاطفة، وعـدم القــدرة على ربط التفكير بموضوع محدد. وقد حاول الفصل رصد تأثير هذه النظرية في الدراسات العربية، والتفت إلى بعض الدراسات المعاصرة التي أفادت من مفهوم الخيال Imagination في دراسة البنية متجاوزة التوهم.
الفصل الثالث: طقوس العبور: قراءة في الفكر العربي والاستشراقي
يتناول هذا الفصل النظرية الأنثربولوجية طقوس العبور Rites of passage التي جاءت خطوطها الرئيسة في عدد من الدراسات، منها: ما كتبه كارل يونج، وما كتبه فن جنب، وما كتبه مرسيا الياد. وقد اعتمدت سوزان ستيتكيفيتش S.Stetkevych في تطبيقها على القصيدة العربية على فن جنب. أما نبيل رشاد نوفل، فقد اعتمد في تطبيقه على يونج. وتتألف هذه النظرية من ثلاثة أطوار يمر بها العابر، وهي: الفراق، والهامشية (العتبية)، والاندماج. وهذه الأطوار الثلاثة، تقابل في التطبيق على القصيدة العربية: الأطلال/ الظعائن، والناقة/ الرحلة، والفخر القبلي. وقد عرض الفصل الخطوط الرئيسة للتطبيقين، وعرض مواقف الدارسين العرب من هذه النظرية.
الفصل الرابع: الحب عند التروبادور: قراءة في الفكر العربي والاستشراقي
يدرس هذا الفصل نظرية الحب عند الشعراء التروبادور، وأثرها في دراسة شعر الغزل الأموي. وقد تألّف الفصل من تمهيد، وقسمين؛ تضمن التمهيد: المصطلح والتسمية، ونشأة الظاهرة. فقد كان تعدد الترجمات الدالة على هذا الحب دالاً على غرابة نشأة حب التروبادور في إقليم بروفنس جنوب فرنسا، وذلك في أواخر القرن الحادي عشر الميلادي، وغموض الأصول التي اتكأ عليها. وعرض القسم الأول الملامح العامة للنظرية، كما نقلها لو شابيلان، والتي يرجح أن يكون الجلساء، أو المؤانسون في بلاط كونتيسة شامباني قد حصلوا عليها. ودار القسم الثاني حول تأثيرات النظرية في الدراسات الاستشراقية الفرنسية، كما يبدو في دراسات هاروش Haroche، وفاديـه Vadet، والدراسات العربية، كما يبدو في دراسات طاهر لبيـب، وناجية مرانـي، وغيرهما.
الفصل الخامس: الرومانتيكية: قراءة في فكر الشاعر خليل مطران
يتناول هذا الفصل أثر النظرية الرومانتيكية في تشكيل رؤية الشاعر العربي الحديث النقدية للقصيدة العربية القديمة، وفي تشكيل رؤيته للحداثة. واتخذ الفصل من رؤية خليل مطران نموذجاً. 
هذا الكتاب، بدعوته إلى تشكيل رؤية تكاملية في قراءة الشعر القديم، يحث العقل العربي على التواصل الفعال مع تراثه، والثقة بما يُنتج هذا العقل، والثقة بما يؤسس في إطار الحرية. أما النظريات الخمس التي جاءت في الكتاب، فهي ليست سوى نماذج من نظريات أخرى، يمكن أن تُعامل المعاملة نفسها. إنه يقدم في نهاية كل فصل من الفصول ما كان يتمنى أن يحدث في الماضي، حافرًا في ذاكرتنا السؤال: لماذا حدثت الأمور بهذا الشكل؟ وذلك كي نسأل أنفسنا: ألا يمكن أن تحدث بشكل أفضل؟